التوجه المستقبلي للسياحة في تركيا

التوجه المستقبلي للسياحة في تركيا

بعد عامين من الانجاز الرائع للسياحة التركية،فان تركيا تركز اليوم على الأسواق الثلاث الرئيسية وهي الأسواق الروسية،الصينية،و القطاع الاسلامي لجذب المزيد من السياح و إحياء أحد العوامل الاقتصادية الأساسية.

و على الرغم من المخاوف الأمنية التي غذت عقول المسافرين وساهمت في خسارة 30 مليار دولار في عام 2016،فان تركيا تعمل على استيعاب أكبر عدد ممكن من كل القوميات و الترحيب بها في شواطئها،مع امكانية قضاء العطل في أفضل خمس وجهات في العالم.

و قد بدأت الثقة بقطاع السياحة تعود بعد اكتشاف ان الدخل السياحي قد ارتفع الى 5.413 مليار دولار في الفترة من شهر نيسان الى حزيران وهو ما يمثل قفزة بنسبة 8.7% مقارنة بالربع الثاني من العام الماضي،3.5 مليون زائر وصلوا الى تركيا في حزيران مما يزيد بنسبة 43.01% من عدد الزوار في سنة 2016م.

مليون سائح صيني في تركيا

من أهم العروض الترويجية هي جذب مليون سائح صيني في عام 2018م،ولا تزال الصين ثاني اكبر مستورد لتركيا،و تعمل الدولتان على توثيق العلاقات الاقتصادية خلال الشهور 12 الماضية.

ومن هذه السياسات سياسة “حزام واحد طريق واحد”التي تتبعها الصين لتوسيع نطاق التجارة الاقتصادية على غرار طريقها الحريري المعاصر الذي أنشأته منذ قرون،بقيامها بذلك وقعت اتفاقيات ثنائية مع امثال تركيا لتعزيز هذا الطريق التجاري.

الآن مع تحسن العلاقات الصينية التركية تحسناً كبيراً،ترى تركيا فرصة ممتازة لجذب المسافرين الصينين الى البلاد،و قد انعكس ذلك مؤخرا في الصين التي أعلنت أن سنة 2018 ستكون “سنة السياحة التركية” كجزء من الترويج لأفضل اماكن تركيا السياحية.

و كونها تشكل سوقاً ضخمة لم يتم استغلالها بشكل كبير،فان تركيا حريصة على تسويق نقاطها السياحية المثيرة،حيث ان الدراسات الحالية تكشف عن مناطق الجذب السياحي لأوروبا الشمالية المتمثلة “بمناطق الشمس و البحر و الرمال”أما الصينيون فهم اكثر اهتماما بالمعالم الاثرية و الحضارية و الثقافية والطبيعية.

يفضل السياح الصينيون على وجه الخصوص المناطق الاكثر شعبية،كالاستمتاع بالمناطق الطبيعية التي تنبع منها العيون المائية مثل باموكالي في دينيزلي،و الكنائس المنشأة في الكهوف و الفنادق في كابودوكيا،وموقع اليونيسكو للتراث العالمي في اسطنبول القديمة.

العدد الكلي للسياح الصينيون هو 98.000 سائح في عام 2011و ارتفع الى 313000 سائح في عام 2015م،و على الرغم من التوترات الامنية التي أثرت بشكل حاد على السياحة سنة 2016م ، لكن من شهركانون الثاني-أيار لعام 2017م فقد وصل الى تركيا حوالي 81.000 سائح صيني ومع نهاية السنة استوعبت السياحة التركية ما يقارب 300.000 زائر.

الا أن 180 مليون سائح صيني يقضون عطلهم خارج البلاد و يدفعون أكثر من 250 مليار دولار،فان 300.000 زائر هو انخفاض واضح للسياحة.

القطاع الاسلامي

كانت تركيا منذ فترة طويلة تعتبر الوجهة السياحية للعديد من الدول الاسلامية و بشكل أساسي للقادمين من دول الخليج و هذا التوجه لم يتوقف.

مع احتمال وجود سوق ضخمة لـ 120 مليون مسلم،و تجارة عالمية بحدود 156 مليار دولار،فقد وضعت تركيا استراتيجية جديدة لزيادة عدد الزوار في ما تسميه “السياحة الحلال”

صور تقرير لرابطة الصناعيين و رابطة رجال الاعمال المستقلة (موسياد) أن تركيا ناجحة جزئيا بجذب السياح من الدول الاسلامية،فمن بين الدول 14 التي تشكل منظمة التعاون الاسلامي،فانه فقط 4.9 مليون من 47.5 مليون سائح مسلم قد قاموا بقضاء عطلهم في تركيا لعام 2014م

و على الجانب الآخر فان تركيا نجحت بجذب السياح من أمثال قطر و الامارات العربية و المملكة السعودية، التي تشكل قوة انفاق جماعي بما يعادل 62 مليار دولار

و قد دعا تقرير موسياد الى وضع خطط واضحة من قبل مسؤولي السياحة التركية،لزيادة نسبة الجذب السياحي لعام 2023 بما يعرف باسم القطاع الحلال.

و توصي تركيا بتعزيز التراث الاسلامي و الثقافة و الخلفيات الاجتماعية للسياح المسلمين،فضلاعن السياحة الصحية اضافة الى الاهتمام بملائمة الجذب السياحي للذوق الاسلامي،كما أثيرت اعتبارات اخرى للاهتمام بالسياح المسلمين كالأغذية الحلال،بالاضافة الى الترقيات التي تقدمها الوكالات،و الخطوة الرئيسة سيتم اتخاذها في شهر تشرين الثاني حينما ستستضيف اسطنبول “المعرض الحلال”.

ان ارتفاع عدد السياح القادمون من الشرق الأوسط انعكس على منطقة البحر الأسود التركية حيث شهدت ذروة الاستثمارات الفندقية لاستيعاب السياح،و قد ارتفت الاستثمارات بنسبة 13.5% من شهر كانون الثاني الى حزيران من سنة 2017م،مما يعني وجود 101 مبنى جديد يتسع لـ 16.000 سرير مزدوج في 38 مقاطعة.

من بين هذه الاستثمارات فان 100 مليون ليرة تركية استثمرت في 7 فنادق لاستثمار الزيادة المتصاعدة لأعداد السواح العرب،حتى حزيران 2017 فقد وصل ما يقارب 1.2 مليون سائح من الشرق الأوسط،اي بزيادة 34% مقارنة بالسنة الماضية،و اكثر المناطق المفضلة هي: طرابزون،بورصة،بودروم،انطاليا.

السائحون من روسيا

ان انخفاض عدد السياح الروس بعد اسقاط طائرة روسية على الحدود السورية التركية في عام 2015م هدم الآمال لدى مقدمي الخدمات السياحية في عام 2016م، الا انه بعد تحسن الأوضاع لا يزال الامل قائما على عودة السياح الروس.

ان عدد السياح الروس في عام 2015م وصل الى 686.000 سائح،و انخفض الى 47.778 سائح في عام 2016م،على أي حال فان العدد الكلي للسياح كان 12.2 مليون سائح ما بين شهر كانون الثاني و حزيران من عام 2017م،و وصل عدد السياح الروس الى 1.7 مليون سائح.

و علاوة على ذلك يساعد الروس على تعزيز منطقتهم المفضلة للسياحة انطاليا،حيث ان منتجع البحر الأبيض المتوسط سجل 6.8 مليون سائح لعام 2016م،و لكن في منتصف آب فان مسؤولي السياحة صرحوا بوصول 6 ملايين سائح فقط متاملين أن يكون الرقم النهائي للسياح أعلى.

ان جميع المعالم التركية بما فيها المطاعم و الفنادق و الحانات و وكالات السفر التركية يتطلعون الى احياء تركيا باعتبارها اهم واجهة من واجهات العالم السياحية.

اعداد فريق موسوعة العقارات في تركيا

اذا اعجبتك المعلومات هنا لا تنسى مشاركتها مع اصدقائك